صدق رؤيا المؤمن في آخر الزمان

وأما معنى قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا اقترب الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب) فما معنى اقتراب الزمان؟

بعض العلماء فسره بتقارب الليل والنهار، أي اعتدال الزمنين، وهذا يكون في وقت الربيع، وأن الرؤى عند ذلك تكون أصدق وهذا في العموم، ولكن الراجح والله أعلم ليس هذا، وإنما المراد باقتراب الزمان قرب قيام الساعة، وانتهاء مدة الدنيا، كلما اقتربنا من نهاية الدنيا وقيام الساعة، تكون رؤى المؤمنين لا تكاد تكذب، كأنه لما صار الكذب في آخر الزمان متفشياً، وكذلك الكفر والظلم والجهل، عوض الله المؤمنين في آخر الزمان بأمور من المبشرات والمثبتات، وهي الرؤى التي يرونها صادقة صحيحة وتقع كما رأوها، فهذا تعويض للمؤمنين.

آداب الرؤيا الصالحة

ما هي آداب الرؤيا الصالحة؟

لو أن إنساناً رأى رؤيا يحبها فيها بشارة، ماذا يفعل؟ قال صلى الله عليه وسلم : (إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره) وقال صلى الله عليه وسلم: (فإن رأى أحدكم حسنة فليبشر، ولا يخبر إلا من يحب).

فإذاً الآداب المتعلقة بالرؤيا الصالحة، في السنة عدة :

أولاً: أن يحمد الله تعالى.

ثانياً: أن يسأله تحقيقها.

ثالثاً: يحدث بها من يحب.

رابعاً: أنه لا يخبر حاسداً ولا يخبر جاهلاً، يحدث بها من يحب.

وأما الرؤيا المكروهة، فجاء في السنة أنه إذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثاً، ولا يحدث بها أحداً، فإنها لا تضره، وفي رواية: (وليبصق عن يساره ثلاثاً، ويستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه) وفي رواية: (فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم، وليصل ولا يحدث بها الناس) فإذا رأى الإنسان رؤيا سيئة أو مكربة أو مفزغة فماذا يجب عليه أن يعمل؟

أولاً: يستعيذ بالله من شرها.

ثانياً: يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

ثالثاً: يتفل عن يساره ثلاثاً طرداً للشيطان وتحقيراً له، وجهة الشمال معروفة في الشريعة للأشياء المستقذرة، والشيطان ممكن أنه يكبت من جراء هذا البصق، وهذا التفل الذي يكون عن الشمال ثلاث مرات، ويحقر ويخنس.

رابعاً: لا يذكرها لأحد؛ حتى لا يتعجل أحد بتعبيرها بأشياء مكروهة، فيتضرر الرائي.

خامساً: أن يصلي عندما يستيقظ من نومه، والصلاة مطردة للشيطان.

سادساً: يتحول عن جنبه الذي كان عليه، تفاؤلاً بتغير الحال، فإذا كان نائماً على اليمين ينام على ظهره، فهذه بالنسبة لمسألة الرؤى السيئة، أما إذا انفجع من الرؤيا وقام من النوم مفزوعاً يقول: أعوذ بكلمات الله التامة، من غضبه ومن شر عبادته، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [المؤمنون:97-98].

أنواع الرؤيا وتفسير الاحلام

والرؤيا ثلاثة أنواع: (بشرى من الله عز وجل، ورؤيا مما يحدث الإنسان به نفسه، ورؤيا من تحزين الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يكره، فلا يحدث به، وليقم وليصل، والقيد في المنام ثبات في الدين -إذا رأى نفسه مقيداً في المنام فهذا دليل أو علامة على ثباته في الدين- والغل أكرهه) جمع اليدين إلى العنق بالأغلال يكرهه، يكره رؤيته عليه الصلاة والسلام، هذا الحديث رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى.

ولذلك لا يوثق إلا برؤيا الرجل الذي عرف صدقه، أما من عرف كذبه لا يمكن الوثوق برؤياه إطلاقاً،
http://www.kootta.com/dreams
وقد يدعي أنه رأى رؤيا وهو كذاب، وقد يكون رأى أشياء لكن فساده ومعاصيه أظلمت قلبه، فكان ما يراه بقلبه في المنام لا قيمة له، ولذلك لا يمكن الاعتماد عليه، فالحديث (أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً) فيه إشارة إلى أن طهارة الباطن من أسباب نقاء الرؤيا ووضوحها ومجيئها كفلق الصبح في الصدق، تقع في الواقع كما رآها، وكلما كان أصدق في الحديث كانت رؤياه أصدق في الحدوث والبيان والوضوح والوقوع أيضاً، وقد يندر أن يرى إنسان كافر أو كذاب رؤية صحيحة في المنام، لكن ممكن أن يقع ذلك على ندرته، مثلما رأى فرعون الكفار رؤيا صحيحة، لكن الحقيقة أن الله ما أراه كرامة له، ومثل ملك مصر ، ما أراه الله الرؤيا إلا لأجل يوسف، كي يخرج يوسف من السجن، ويبحث الملك عن تعبيرها، ولا يرى أحداً يعبر، ولا ينبري لذلك إلا يوسف فيكون سبب الإفراج عنه، وأن يتبوأ المنزلة العالية ويكون على خزائن الأرض.

فيندر أن يكون من الفاسد أو الكذاب أو الكافر رؤية صحيحة.

السؤال عن الرؤيا

والسؤال عن الرؤيا لا بأس به، فإن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان إذا صلى الصبح أقبل على أصحابه، ويقول: هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا؟ من رأى منكم رؤيا فليقصها أعبرها له) كان يقول لأصحابه هذا الكلام بعد الفجر خاصة؛ لأن الرائي يكون صافي الذهن، والعابر يكون حاضر الذهن، ورؤى الأسحار -كما تقدم- من أصدق الرؤى، ومرة ما قص عليه أحد شيء، فأخبر عن رؤيا رآها، وأخبر عما حصل فيها.

وقد يستعان في تفسير الرؤيا على بعض المواقع المعتمدة في هذا الفن
https://www.tafseerahlam.info/dreams2-0.html
التى لا تخالف المنهج السنى طبقا للقران الكريم والسنة النبوية

تقص الرؤيا على صاحب مودة وعلى ذي علم، كما جاء في الحديث، ولا تقص على حاسد، ولذلك كان يعقوب حكيماً لما قال ليوسف: لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ [يوسف:5] لأن إخوتك حسدة، حسدوك على النعمة التي أعطاك الله إياها، فلا تقصصها على حاسد: فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً [يوسف:5].

هل يمكن للإنسان إذا أخبر جاهلاً برؤيا ففسرها وعبرها أنها تقع فعلاً على هذا النحو الذي عبرها به؟ ممكن، وقد جاء حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، تكلم العلماء في صحته، بعضهم صححه وبعضهم لم يصححه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (إن الرؤيا تقع على ما تعبر به، ومثل ذلك كمثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها) إذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً، الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت.

وقد يقال: ممكن الآن واحد يقص الرؤيا على كذا شخص وكل واحد يفسرها له تفسيراً مختلفاً، فعلى أي تفسير تقع؟ قال بعضهم: تقع على أول معبر، واشترط بعضهم أن يكون أول عابر يصيب وجه التعبير الصحيح، وإذا أول عابر ما أصاب وجه التعبير الصحيح، وقال كلاماً من عنده خلطاً وما أصاب، فأول واحد يصيب بعده، يقع تعبير الرؤيا بناءً على كلامه، فإذاً على أول معبر يعبرها بشكل صحيح.

هناك قصة حسنه رواها الدارمي ، حسن الحافظ ابن حجر رحمه الله إسنادها في الفتح : عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : (كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر، يختلف في التجارة، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن زوجي غائب وتركني حاملاً فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت، وأني ولدت غلاماً أعور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خيرٌ، يرجع زوجك إن شاء الله صالحاً تلدين غلاماً براً، فذكرت ذلك له، فجاءت ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب، ذكرت ذلك ثلاثاً) الآن المرأة جاءت وسألت ثلاث مرات وهي تجاب بنفسه، جاءت مرة أخرى والنبي عليه الصلاة والسلام غائب، وعائشة موجودة، فسألت عائشة عن المنام، يعني: الآن ليس هناك داعي أن تسأل عائشة ؛ لأنها سألت النبي عليه الصلاة والسلام وهو أصدق الناس، وأعرف الناس بالتأويل، فلماذا تسأل بعده؟ فربما أصبحت في عقوبة.

فـعائشة ما كانت تدري عما قبل، فلما جاءت هذه المرأة وقالت: رأيت كذا وكذا، قالت عائشة : [لئن صدقت رؤياك، ليموتن زوجك، وتلدين غلاماً فاجراً] فقال: انكسرت سارية البيت، يعني: موت عمود البيت وهو الرجل، والغلام الأعور يعني: غلام فاجر، فقعدت تبكي المرأة هذه، فجاء رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (مه يا عائشة ! إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فعبروها على خير؛ فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها، قالت عائشة : فمات والله زوجها، ولا أراها إلا ولدت غلاماً فاجراً) فقال بعضهم: لعله عقوبة لهذه المرأة حيث سألت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد سألت ثلاثاً وما اكتفت ؟! فإذاً الرؤيا لا تقص على أي أحد، تقص على ناصح وواد، ليس على حاسد ولا على جاهل، وإنما صاحب علم، هذه الصفات التي ذكرناها لمن تقص عليه الرؤيا.

هل يترتب على الرؤيا حكم شرعي؟

مسألة مهمة: هل يترتب على الرؤيا حكم شرعي؟

إن غلاة الصوفية -أيها الإخوة- كما تقدم في الدرس الماضي، جعلوا من مصادر التلقي المنامات.

كل أهل السنة والجماعة مصادر التلقي عندهم الكتاب والسنة وإجماع الأمة، والقياس؛ أعني قياس عير المنصوص عليه على المنصوص عليه في الكتاب والسنة.

الصوفية عندهم كما ذكرنا (الكشف) يقولون: انكشفت لنا الأستار، ورأى القطب (الولي الأعظم) اللوح المحفوظ ورأى ما هو مكتوب فيه، الذوق والوجد والمنامات، ورأى الخضر، وطلع المقبور فحدثه بأشياء، ويعتبرون ذلك تشريعاً ويقول: أنا أخذت الورد الفلاني والصلاة النارية على فلان الفلاني، خرج من قبره وحدثني به، تفسير الاحلام رؤية العقرب هذا مصدر عندهم للتشريع والتلقي، وينبني عليه أحكام وفيها فضائل.

بالنسبة لـأهل السنة ، ليست الرؤى عندهم مصادر التلقي، والمنامات والرؤى على فضلها لا تؤخذ منها أحكاماً شرعية، ولا يمكن أن يقول عالم من علماء أهل السنة : إن الشيء الفلاني حرام، والدليل رؤيا رأيتها وفيها كذا كذا، أو يقول: الشيء الفلاني مباح، والدليل رؤيا رأيتها وهي كذا كذا، هذا ليس في دين الإسلام فإذاً غير رؤى الأنبياء لا يمكن أن يؤخذ منها أحكام، رؤى الأنبياء حق ووحي يؤخذ منها أحكام، أما رؤى الناس بشارات، وأخبار عن أشياء تقع في المستقبل، وهكذا.

وليست مجالاً ولا مأخذاً للأحكام، فقد يقول قائل: أليس الأذان شرع بالمنام؟ وأليس عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب رأيا الأذان؟ نقول: نعم . لكن متى صار الأذان من الدين لما رآه عبد الله بن زيد ورآه عمر أو لما أقره النبي عليه الصلاة والسلام؟

لما أقره عليه الصلاة والسلام، ولذلك ما كانت رؤيا عبد الله بن زيد بمفردها تشريعاً، وإنما بإقرار النبي عليه الصلاة والسلام على ذلك، وحتى لا يقطع بها في مسائل كمثل رؤية الهلال، قال النووي رحمه الله: لو كانت ليلة الثلاثين من شعبان، ولم ير الناس الهلال، فرأى إنسان النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال له: الليلة أول رمضان، أي: ليلة ثلاثين شعبان، لم يصح الصوم بهذا المنام، لا لصاحب المنام ولا لغيره، فإذاً المنامات لا يؤخذ منها الأحكام الشرعية.

tafsir al ahlam ibn sirin

الأحلام قد تكون قوية ومزعجة لنا خصوصاَ أذا استنتجنا معنى لها بأستخدام موقع tafsir al ahlam، والأحلام هي مزيج من تفاصيل حياتنا ومخاوفنا واهدافنا وطموحتنا، ويقول ابن سيرين ibn sirin والمخ قد يستخدم تلك الاشياء لتشكيل بعض الأحلام التى تعبر عن بعض الأحداث التى مررنا بها في يومنا، وعلينا ألا نسعى لتفسير جميع الأحلام التى نراها فالبعض فقط هو الذى يستدعى البحث عن معنى لة، وهذا البعض يطلق علية الرؤيا الصالحة وهي من الله وتتميز بالكثير من الصفات ومنها أنها تكون قصيرة وليست فيها احداث كثيرة، وفيها رمز واحد ولة دلالة في تفسير الرؤيا لأن الروئ ما هي الا رسائل من الله لبعض الناس، ومن علاماتها ايضاَ أنها تظل عالقة في اذهاننا فترة طويلة، أما الحلم في الغالب بيكون حديث نفس ناتجة عن بعض المشاعر الإيجابية أو السلبية، وكذلك تنتج عن الأحداث اليومية، فمن يشغل باله طوال اليوم بالسفر فسوف يحلم بالطائرات والمطارات، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ﴿الرؤيا ثلاثة: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس﴾ (رواة مسلم)

https://www.arabsdreams.com/